قطعت ريلمي خلال العام الماضي رحلةً طويلةً مع تطوير هواتفها الذكية الأحدث وإمكانياتها بالمجمل، وقد توصّلت أخيراً وبعد عناءٍ كبير إلى تقنيات الشحن السريع 150 واط، وألحقتها على غير العادة في طرازٍ متوسطٍ باسم Realme GT Neo 3، كما زوّدت هذا الهاتف بغيرها من المواصفات المحسّنة الأخرى، كشاشة العرض عالية الدقة، وقابلتها بالتراجع الطفيف في بعض المجالات، ولتوضيح ما سبق من نقاطٍ دعونا نبدأ بتفصيل العلامات التصميمية المختلفة لهذا الهاتف.
تصميم وشاشة الهاتف Realme GT Neo3
لم يختلف الطراز GT Neo 3 عن بقية هواتف ريلمي التي حصلت على تصميم غير مكررٍ في السابق، حيث جاء هذا الهاتف بغلافٍ خلفيٍّ زجاجيٍّ متدرّج اللون، مع اثنين من الخطوط الطولانية التي تحيط بإطار الكاميرا البارز في الأعلى، وشعار ريلمي والعبارة Dear to Leap في الأسفل، كما ينحني هذا الغلاف باتجاه الإطار الأوسط المصنّع من مادة البولي كربونات، ويتوفر بكلِّ من اللون الأزرق، واللون الأبيض وكذلك الأسود القاتم.
لا تتعدّى أبعاد الهاتف حدود 163.3 في 75.6 في 8.2 مم، وبالتالي فإنه سهل الحمل والاستخدام يومياً، كما جاء هذا الطراز بشاشة AMOLED يبلغ قياسها 6.7 إنش، وتعرض محتوياتها وفق معدل التحديث 120 هرتز، وضمن مجالاتٍ لونيةٍ مفعمةٍ بالحيوية وذات تباينٍ مناسب، حيث لا مشاكل في السطوع، وقد جرى تخصيص الكثير من الإعدادات لشاشة الهاتف في واجهة الاستخدام Realme UI 3.0، بما في ذلك القدرة على ضبط توازن الألوان، ووضع التشغيل الدائم، وضبط قياس الخطوط.
يمتلك الهاتف GT Neo3 مكبراتٍ صوتيةٍ تعمل بجودة استيريو، وتصنع فرقاً كبيراً عند ممارسة الألعاب، وعرض الفيديو.
قدرات الهاتف في الأداء
يعمل الهاتف GT Neo3، بشرائح المعالجة Dimensity 8100 من ميدياتيك، والتي تم تصنيعها وفق التقنية 5 نانو، حيث تتألف من أربعة نوى Cortex A78، تعمل بالسرعة 2.85 جيجا هرتز، وأربعةٍ أخرى من النوع Cortex A55 بتردد 2.0 جيجا هرتز، ويضاف إلى ذلك وحدة الرسوميات Mali-G610 والتي تتفوّق من خلالها شرائح الهاتف على نظيرتها Snapdragon 870.
لهذه الشرائح قدرةً على إنجاز العمليات اليومية وتشغيل الألعاب المكثّفة بسلاسةٍ تامةٍ ودون أي مشاكل في حرارة الهاتف، حيث يعمل محرّك الاهتزاز في الشاشة على نحوٍ جيدٍ للغاية، كما ينعكس الأمر على قارئ البصمات المضمّن في الشاشة أيضاً، فيقوم هو الآخر باستشعار تفاصيل البصمة واستقبالها بكفاءةٍ عاليةٍ، إلا أنه منخفضٌ عن مكانه المعتاد في الشاشة وهذا ما يتسبّب في إحداث بعض الصعوبة في استخدامه المتكرر خلال اليوم.
يدعم هذا الهاتف شبكات الاتصال 5G، شاملاً ذلك النطاقات 1/3/5/8/28/40/41/77/78 اعتماداً على المنطقة، ويضاف إلى ما سبق تقنيات الاتصال Wi-Fi 6، Bluetooth 5.3، AptX HD، وLHDC.
كم تدوم بطارية الهاتف؟
جرى تصنيع هذا الهاتف على طرازين يدعم أحدهما تقنية الشحن فائق السرعة بقوة 150 واط، بينما يكتفي الطراز الآخر بدعم القوة 80 واط، حيث ينتج عن هاتين القوتين ارتفاع حرارة الهاتف إلى حدٍّ كبير في الوضع الافتراضيّ، بينما يختلف الأمر كثيراً بالنسبة إلى Realme GT Neo3، حيث قدّمت له ريلمي الكثير من الضمانات التي تكفل استمرار تشغيل الهاتف بالكفاءة الكاملة خلال عملية الشحن، ونسبةً إلى توسّط حجم البطارية وتوقّفها عند السعة 4500 ميللي أمبير في الطراز 150 واط، فيمكن امتلائها بالطاقة إذاً خلال 17 دقيقةً فقط، وهذا ما يجعل الهاتف من أسرع الطرازات عالمياً في عملية الشحن، إلا أن حرارته قد تتجاوز 40 درجة مئوية، ويمكننا التخفيف من حدة الأمر بإيقاف تشغيل الميزة Turbo Charging ليتوقف الهاتف عن الشحن فائق السرعة فتتم عملية الشحن في النتيجة خلال 23 دقيقة، وذلك بواسطة الشاحن المرفق في علبة الهاتف، حيث يدعم بدوره تقنية USB PD، بمعنى أنه يمكن استخدامه لشحن الأجهزة الأخرى.
أما عند استخدام الطراز الذي يدعم تقنية الشحن 80 واط، سيزيد وقت عملية الشحن إلى 32 دقيقةٍ تقريباً، وبفضل الميزة Battery Health Engine المدعومة من قبل طرازيّ الهاتف، يمكننا ضمان كفاءة البطارية حتى إتمام 1600 عملية شحن، على خلاف بقية الهواتف الحالية التي تكفل استمرار هذه الكفاءة لغاية 800 دورة شحنٍ فقط.
يحتوي طراز الهاتف Realme GT Neo3 الذي يدعم قوة الشحن 80 واط على بطاريةٍ أكبر بسعة 5000 ميللي أمبير، وفي كلا طرازي الهاتف يمكن أن تستمر البطارية حتى نهاية اليوم مع الاستخدامات الخفيفة الاعتيادية، بينما سيؤدي تفعيل التشغيل الدائم للشاشة إلى انتهاء طاقة الهاتف خلال أربع ساعاتٍ ونصف.
إمكانيات التصوير لكاميرات الهاتف
بعد وصول الهاتف Realme GT Neo3 إلى تطوراتٍ بارزةٍ في عملية الشحن، قررت ريلمي أن تحافظ على إعداد الكاميرا الذي توفّر في هاتفها السابق GT 2 Pro، حيث جاء الطراز الجديد GT Neo3 بكاميرا رئيسيةٍ تبلغ دقتها 50 ميجا بكسل وتعمل بواسطة المستشعر Sony IMX766، لتنضمّ هذه الكاميرا إلى العدسة فائقة العرض ذات الدقة 8 ميجا بكسل، ومستشعر ماكرو بدقة 2 ميجا بكسل، بينما تستطيع الكاميرا الأمامية في الجهة المقابلة التقاط الصور بدقة 16 ميجا بكسل.
كذلك لم تتغيّر واجهة استخدام تطبيق الكاميرا أيضاً، فبقيت جميع الإعدادات والخيارات في مكانها المعتاد بما في ذلك أوضاع التصوير، فيتم تسجيل الفيديو بواسطة كاميرا الهاتف الرئيسية وفق الدقة 4K، ليصل عدد الإطارات إلى 60 إطاراً في الثانية، بينما لا تقوى بقية عدسات الكاميرا على تجاوز الدقة 1080 بكسل.
تبدو لقطات الكاميرا الأساسية دقيقة الألوان وذات نطاقٍ ديناميكيٍّ مناسب، كما أنها غنيةً بالتفاصيل، حتى في حالات الإضاءة المنخفضة، بينما لا يستمر هذا الحكم مع العدسة العريضة التي تؤدي إلى تكبير إطار الصورة مقابل تخفيض كمية التفاصيل، وتنعيم كافة المحتويات.
عندما تسوء الإضاءة في المكان، ستبهت ألوان صور الهاتف GT Neo3، وسوف تفقد الكثير من التفاصيل، كما ستظهر لدينا الكثير من علامات الضجيج، بينما يمكن تجاوز الأمر قليلاً بتفعيل الوضع الليليّ المخصّص.
من الناحية المقابلة، تتراجع كاميرا السلفي الأمامية أمام منافسيها من الهواتف المتوسطة الأخرى، حيث تبدو ألوانها متوسطة الدقة، وتقلّ تفاصيلها في الإضاءة الضعيفة إلى حدٍّ كبير.
وبالنظر إلى الدقة المنخفضة في نتائج العدسة ماكرو، يمكن الجزم بأنها أضيفت إلى الهاتف لإكمال هيكله الخلفيّ وتصميم إطار الكاميرات لا أكثر.
تفاصيل واجهة الاستخدام ونظام التشغيل
جرى تشغيل الهاتف Realme GT Neo3 بنظام التشغيل Android 12 وواجهة الاستخدام Realme UI 3.0 بعد تعديلها من قبل ريلمي وإضافة الكثير من الميزات الفريدة إليها وكذلك إصلاح الكثير من أخطائها البرمجية التي وردت في السابق، كما ترافق هذا الهاتف مع ضمان تحديثين متتاليين لنظام التشغيل.
تحتوي هذه الواجهة على عددٍ كبيرٍ من برامج وتطبيقات bloatware نادرة الاستخدام، ومسبقة التثبيت، إلا أنه من الممكن إزالة معظمها يدوياً، بينما يفتقر بعضها إلى هذا الخيار وإعداد إلغاء التفعيل أيضاً، من أمثال Hot Apps، و FinShell Pay.
تقترب Realme UI 3.0 من واجهة الاستخدام ColorOS 12، في تضمين الكثير من خيارات التخصيص، وإضافات جوجل المتاحة في الهاتف افتراضياً.
خلاصة القول
طوّرت ريلمي من قدرات هاتفها الجديد Realme GT Neo3 في مجال سرعة الشحن، ودقة العرض، وكذلك قوة الأداء المناسبة للمهام اليومية والألعاب، بينما توقّفت إمكانيات التصوير في هذا الطراز عند حدودٍ معينةٍ لا يمكن تجاوزها، وتراجع الهاتف أمام المنافسين في مجال تحديث النظام ومقاومة الماء ودعم الشحن اللاسلكيّ، وذلك مقابل حفاظه على النطاق السعريّ المتوسط الذي لا يتعدّى 550 دولار في الطراز ذي الذاكرة التخزينية الأكبر وقوة الشحن الأسرع.
كيف يعني تراجع تحديث النظام لو سمحت؟