سعت أبل إلى توزيع مواصفاتها المتقدّمة لهذا العام على هواتفها الحالية بالتدريج، إذ أوكلت مهام التصوير الاحترافيّ والتحديث المرتفع إلى طرازات Pro، بينما زوّدت طرازها الأساسيّ iPhone 13 بشاشةٍ عالية السطوع، وبطاريةٍ طويلة المدى، بالإضافة إلى بعض ميزات التصوير الاحترافيّ، والشرائح الأسرع في العالم، والتي حجزت لهواتف أبل مرتبةً أولى في الأداء، وكفاءة استهلاك الطاقة، وللغوص أكثر في تفاصيل هذا الهاتف دعونا نبدأ أولاً في بعض نقاطه التصميمية.
تصميم الهاتف iPhone 13
ورد الهاتف الأساسيّ iPhone 13 مع زوجٍ من تغييرات التصميم لهذا العام، وقد شملت هذه التغييرات توزيع الكاميرات الخلفية في الهاتف بشكلٍ قطريٍّ وليس عمودياً كما المعتاد، فيما تمثّل التغيير الآخر بتصغير حجم الشقّ الأمامي لكاميرا السلفيّ بنسبة 20%، رغماً أنه لا زال يحتوي على مستشعر TrueDepth لقياس عمق اللقطات الأمامية، والتعرّف على تفاصيل الوجه لإلغاء قفل الهاتف.
في واقع الأمر، لم يعد تصغير حجم الشقّ بفارقٍ كبيرٍ على المهام اليومية في الهاتف، ويبدو ذلك واضحاً عند مشاهدة محتويات الفيديو على الهاتف في الوضع الأفقي.
ويختلف موقع الأزرار قليلاً في الهاتف iPhone 13 مقارنةً بما كانت عليه في الطراز السلف، حيث تم نقل زر الطاقة إلى الأسفل قليلاً في الجانب الأيمن، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أزرار الصوت وزر الكتم في الحافة اليسرى.
من ناحيةٍ أخرى، قدّمت أبل الزجاج CeramicShield لشاشة هاتفها الأساسيّ iPhone 13، وغلّفته من الخلف بالزجاج المتين أيضاً، بينما أحاطته بحواف مسطحةٍ وإطارٍ من الألمنيوم المطابق للون الهاتف.
كما يتوافق الهاتف مع المعيار IP68 وبالتالي فإنه يقاوم الماء والغبار، ولكنه لم يأت بمستشعر بصمات الأصابع، بالرغم من انتظار المستخدمين لهذه الميزة في ظل الوباء المنتشر وفشل مستشعرات Face ID في كشف تفاصيل الوجه مع وضع الأقنعة.
وفي الوقت الحاليّ يواجه الهاتف iPhone 13 مشكلة إلغاء القفل باستخدام التوافق مع الساعات الذكية Apple Watch، وقد صرّحت أبل بوجود هذه المشكلة وأفادت بأن إصلاحها سيكون عمّا قريب.
أخيراً، يتوفر الهاتف iPhone 13 بخمسة ألوانٍ تشمل كلاً من الورديّ، الأزرق، الأسود، الذهبيّ والأحمر.
شاشة الهاتف وتفاصيل معدل التحديث
فضّلت أبل أن يقتصر توفّر معدل التحديث المتغيّر 120 هرتز على طرازات Pro من هواتفها الحالية، إلا أنها لم تحرم الهاتف iPhone 13 من شاشة OLED المميزة، والتي تعمل وفق تقنية العرض Super Retina XDR لتأتي بجودةٍ مميزةٍ وسطوعٍ أعلى بمقدار 28% عند مقارنتها بشاشة الهاتف iPhone 12، حيث تحتوي هذه اللوحة الجديدة على 800 وحدة إضاءة بدلاً من 600 فقط في طرازات العام الماضي، وجاءت هذه الزيادة في الوحدات بمستويات السطوع الأعلى، وقد نلاحظ الفرق بشكلٍ واضحٍ بين الشاشتين عند استخدام الهواتف في ضوء النهار.
وعند وضع هذه الشاشة في معايير الاختبار، قامت بإضاءة 795 وحدة إضاءة مقابل 702 وحدة في شاشة الهاتف الرئيسيّ Galaxy S21، كما بلغت نسبة التدرّج اللونيّ DCI-P3 في شاشة iPhone 13 حوالي 78.1%، وأظهرت 110.2% أيضاً من مجال التدرّج sRGB.
ولا مجال للتشكيك فعلياً في دقة الألوان لهذه الشاشة إذ أنها خفّضت معدل الخطأ Delta-E إلى 0.26 مقارنةً بالنسبة 0.29 في هواتف Galaxy S21 و iPhone 12.
ومن ناحيةٍ أخرى، فقد أفاد بعض المستخدمين بانعدام استجابة شاشة الهاتف في مواضع معينةٍ أثناء الاستخدام ومن المرجّح أن تقوم أبل بإصلاح ذلك عمّا قريب، إذ تتعلّق هذه الأمور عادةً بخطأٍ برمجيٍّ في نظام التشغيل.
قدرات الهاتف في التصوير
لم تتغيّر عدسات الهاتف iPhone 13 من ناحية الترتيب وحسب، وإنما طال الأمر معدل تجميع الإضاءة أيضاً، فقد جرى تحسين هذا المعدل في الكاميرا العريضة بنسبة 47% زيادةً على نسبته في الطراز السلف، وذلك بفضل إضافة أبل لمستشعر الكاميرا الأكبر والذي بلغ حجمه 1.7 ميكرو بكسل.
ومن جهةٍ أخرى، تستطيع الكاميرا فائقة العرض حالياً التقاط أربعة أضعاف التفاصيل في الصورة الواحدة، كما أنها تقدّم الأداء الأفضل في الإضاءة المنخفضة، وتقلّل من نسبة الضوضاء بنشاطٍ أكبر.
وإذا لم نفضّل درجات الألوان التي يقدّمها iPhone 13 بالشكل الافتراضيّ فيمكننا تغييرها بواسطة الميزة الجديدة Photographic Styles، هذا وقد جمع تطبيق الكاميرا بعض الأوضاع الرئيسية التي يمكننا التبديل إليها والتي تضمّنت الوضع القياسيّ، الوضع الحيوي، التباين المرتفع، الوضع الدافئ وأخيراً وضع الألوان الباردة.
وللتفصيل في هذه الأوضاع يمكننا القول بأن مهمة وضع التباين المرتفع تتركّز في تقليل الضبابية في الصور، بينما يختصّ الوضع الحيويّ بإظهار ألوان الخلفية بعمقٍ أكبر.
وبمقارنة صور الهاتف iPhone 13 مع الرائد Galaxy S21 Ultra ظهرت ألوان هاتف أبل بعمقٍ أكبر، كما بدت المناطق الظليلة أكثر تفصيلاً من عينات الهاتف الآخر.
يقدّم الوضع الليليّ في الهاتف iPhone 13 تحسيناً واضحاً عن إنجازاته في هاتف العام الماضي، ويتمثّل هذا التحسين بإشراقٍ أكبر لألوان الصور.
وبفضل الميزات الجديدة التي طرحتها أبل في هواتفها الحالية، فإن تسجيلات الفيديو ستذهب حتماً نحو الاتجاه الأفضل، إذ يقوم الوضع السينمائيّ الجديد على سبيل المثال بقياس عمق الأهداف ضمن مقطع الفيديو وذلك لنقل التركيز تلقائياً من هدفٍ إلى آخر عندما يتغيّر توضّع الإطارات، أو يغيّر أحدهم موقعه ضمن الفيديو ولا بدّ من الإشارة هنا إلى تأثيرات بوكيه أيضاً والتي تحوّل تركيز الكاميرا من خلفية الصورة إلى الأهداف الأساسية أمامها.
وقد يستغرق الهاتف iPhone 13 بعض الوقت ليقوم بتمييز تحرّك الأهداف، كما أن دقته محدودةً في المقدار 1080 بكسل فقط، ولا يمكننا زيادتها فعلياً، إذ أنها تستهلك المزيد من مساحة التخزين ضمن هذا الوضع، مع أن تسجيل الفيديوهات بالدقة 4K لا يزال متوفراً في هذا الهاتف ويأتي بالجودة المناسبة أيضاً ولكن ضمن الوضع القياسيّ وليس السينمائيّ.
وفي المقابل يقدّم الوضع القياسيّ لتسجيل الفيديو أداءً مناسباً بفضل تقليل الضوضاء، وتأمين النطاق الديناميكيّ الأفضل وكذلك العرض المحسّن والذي يمكنه فصل الأشياء عن بعضها بعضاً، كالوجوه والسماء وما إلى ذلك.
أداء الهاتف وإمكانياته
يعمل الهاتف الأساسيّ iPhone 13 بشرائح المعالجة المتقدّمة A15 Bionic والتي تقدّمت نسبياً على الشرائح A14 في هواتف العام الماضي، إذ أنها تحتوي على ستة نوى للمعالجة المركزية وأربعةٍ أخرى لوحدة معالجة الرسوميات، كما في الشرائح A14 ولكن أضيف إليها المحرّك Neural Engine والذي يتألف من 16 نواةً تعمل لأجل آلية التعلم باستخدام الذكاء الاصطناعيّ مقارنةً بثمان نوى فقط في الشرائح السابقة.
وقد صرّحت أبل بأن شرائحها الأحدث تتميّز بأداءٍ أسرع بمقدار 50% من ناحية المعالجة المركزية و 20% زيادةً على أداء وحدة الرسوميات وهذا ما ينذرنا بأداء الهاتف لمهامه اليومية على نحوٍ سلسٍ للغاية، وينطبق ذلك على الألعاب المكثّفة وإمكانيات التصوير أيضاً.
وفي اختبار المعايير Geekbench 5 حظيت هذه الشرائح بما يقارب 4129 و 1684 نقطةً في النطاق الفرديّ والمتعدد للنوى على الترتيب، وبالتالي فإنه يتفوّق على نظيره السابق iPhone 12، و كذلك Galaxy S21.
ولا يختلف الحكم السابق أيضاً عند التحدّث عن أداء وحدة الرسوميات، حيث جاء الهاتف iPhone 13 بحوالي 56 إطاراً في اختبارات 3DMark، مقابل 51 إطاراً للطراز iPhone 12 و33 إطاراً لمميّز سامسونج Galaxy S21 Ultra.
أما عند اختبار الهاتف في تحويل الفيديوهات من الدقة 4K إلى 1080 بكسل، فقد استطاع إنجاز هذه المهمة بزمنٍ قدره 25.9 ثانيةً بينما استغرق iPhone 12 حوالي 26.5 ثانية ودقيقةً كاملة للهاتف S21.
نشاط بطارية الهاتف iPhone 13
أفادت شركة أبل عند إعلانها عن الهاتف iPhone 13 بأن بطاريته ستدوم لوقتٍ أطول بساعةٍ ونصف تقريباً من بطارية الطراز السلف، وذلك بفضل تكبير سعتها وكفاءة شرائح الهاتف في إدارة استهلاك الطاقة، ولم تخطئ أبل في ذاك التقدير وإنما قلّلت من شأن هذه البطارية إذ أنها دامت لوقتٍ أطول من ذلك عند اختبار الهاتف في تصفّح الويب مع تفعيل شبكات 5G ومستوىً كافٍ من السطوع، فقد استمرت هذه البطارية لغاية 11 ساعةً تقريباً ما يعني أنها تزيد بأكثر من ساعتين عن بطارية الهاتف السلف.
من جهةٍ أخرى قد يحتاج شاحن أبل ذي القوة 20 واط إلى ساعةٍ تقريباً لتزويد الهاتف بالطاقة الكاملة، مع أن هواتف الجيل الجديد قد وصلت إلى السرعات الأكبر في عمليات الشحن السلكيّ.
كما يعمل الشاحن اللاسلكيّ MagSafe بقوةٍ تبلغ 15 واط، وقد يفضّله البعض نظراً لكونه مغناطيسياً ولا يحتوي على منفذٍ من نوع Lighting.
نظام التشغيل في الهاتف
جرى تشغيل الهاتفiPhone 13 بنظام التشغيل iOS 15، والذي جاء بتحسينات الصوت والأداء للميزة FaceTime، كما أنه يعد المستخدمين بتجربة مشاهدة المحتويات مع الأصدقاء خلال تحديثاته المستقبلية، فيما استلم تطبيق الرسائل ميزة المشاركة الجديدة للصور والمقالات، والروابط أيضاً.
وعند البدء بذكر محاسن النظام iOS 15 فلا بدّ لنا من التطرّق إلى الوضع الجديد Focus، والذي يتيح لنا تصفية بعض الإشعارات اعتماداً على تفضيلاتنا، والأشخاص المرسلين، وكذلك يقدّم لنا عرضاً ملخصاً عن كامل الأخبار مرةً واحدةً لتفادي التنبيهات المستمرة.
وقد تركّز المتصفّح Safari في الحافة السفلية من شاشة الهاتف الرئيسية ولا يزال بالإمكان تغيير هذا الموقع، فيما جرى تحسين تطبيقات الخرائط والطقس لتظهر تفاصيلها بحرفيةٍ أكثر.
وأخيراً حلّت ميزة Live Text مكان Google Lens في هذا الهاتف للتعرّف على النصوص المكتوبة في صورةٍ ما، سواءً للحصول على ترجمة النصوص أو شيءٍ ما يتعلّق بها.
الخلاصة
حرصت أبل على تدعيم هاتفها الجديد iPhone 13 بأفضل الميزات والمواصفات التي تطلبها حياة المستخدمين اليومية، فقدّمت له جميع متطلبات الأداء السريع والتجهيزات المناسبة للتواصل وعرض المحتويات بدقةٍ وسلاسةٍ عالية، كما لم تترك نطاق التصوير دون تضمينه التحسينات المناسبة على كافة الأصعدة، إلا أن تراجع سرعات الشحن في هذا الهاتف وفقدانه للتحديث المرتفع قد تكون من النقاط التي خفضّت سعر الهاتف عن طرازات Pro ، ليبدأ من النقطة السعرية 800 دولار لطرازات 128 جيجابايت، ومن ثم يأخذ بالارتفاع وفقاً لمساحة التخزين المتاحة.