يخرج تيم كوك إلينا اليوم ويخبرنا بضرورة ترك هواتفنا الذكية جانباً لبعض الوقت وأن نركز اهتماماتنا بعيداً عنها، فهناك أشياء أكثر أهمّية من هاتفنا الذكي!
فالعائلة والأصدقاء والعمل هم أشياء ثمينة جداً، ومقارنة الهواتف الذكية بهذه الأشياء التي يمكن أن نحصل عليها يعتبر شيئاً مذهلاً بحسب “كوك”. يعتبر ذلك أمراً مثيراً للريبة نوعاً ما، فمن المستغرب جداً أن ترى المدير التنفيذي لإحدى أقوى الشركات التقنية يدلي بهذه التصريحات وضمن حدث عالمي وعلى مسامع الجميع!
بالتأكيد يعتبر ذلك أمراً مثيراً للاهتمام وخاصّة بعد ابتكار آبل الأخير، فقد أطلقت آبل منصّة تسمح لمطوري التطبيقات بإيجاد وسيلة للاتصال مع المستخدمين بشكل دائم من خلال الإشعارات الرقمية التي لا تنتهي وبالتالي هناك أمر مربك جداً: تصريحات كوك في جهة ومنتجات الشركة في اتجاه مختلف؟
و يعتبر ذلك أمراً خطيراً جداً فيما يخص مصداقية الشركة، ففي الحقيقة ولو كانت ترغب آبل بتشجيع المستخدمين على ترك هواتفهم جانباً على الأقل، لكانت بحثت عن أفكار مختلفة وبطريقة إبداعية تساعد المستخدمين في ذلك. ولكن وجود منصّة كهذه الهدف منها بقاء مطوّري التطبيقات على اتصال مع المستخدمين على مدار الساعة يجعلنا في حيرة من أمرنا قليلاً.
اليوم أدركت آبل مخاطر فعلتها في السنوات الماضية وأنها ساهمت في الكثير من حالات الإدمان على الهواتف الذكية حول العالم، بسبب الإشعارات المتلاحقة والتي استثمرها الكثير من مطوّري التطبيقات ومنهم فيسبوك على سبيل المثال.
نظام الإشعارات المتلاحقة ساعد الفيسبوك على الانتشار بشكل كبير جداً بين مستخدمي هواتف آبل، والآن اعترافات تيم كوك لا تقدّم المزيد من المعلومات، فهو يرغب بزرع فكرة بسيطة مفادها أنّ آبل تهتم لأمركم جميعاً وعليكم الابتعاد عن الهواتف الذكية لبعض الوقت وقضاء أيامكم بسعادة بعيداً عنها.
ولكن للأسف لا يمكننا تصديق ذلك بسهولة فكل هذه السنوات وآبل تساهم بقوة في تشتيت المستخدمين وتثبيتهم بهواتفهم الذكية ليل نهار وكل هذا لا يذهب هباءً بمجرّد إعلان صحفي ضمن حدث عالمي.
إن كانت آبل تهتم لمستخدميها يجب أن نرى ذلك بوضوح في المنتجات القادمة والإجراءات المستقبلية التي ستتخذها الشركة من أجل حماية مستخدميها من هواتفهم الذكية.