اعتدنا على وجود LG لسنوات طويلة ولكن للأسف ولأسباب مختلفة فقد انسحبت الشركة من سوق الهواتف الذكية للأبد ولكن في عام 2015 قامت الشركة بإطلاق هاتف جديد أعاد الأمل إلى الناشطين البيئيين وهو هاتف LG G5، الجدير بالذكر أنّ هاتف LG G5 كان أحد الهواتف القليلة الأخيرة التي تم تزويدها ببطارية يمكن للناس فصلها واستبدالها بسهولة، وتميّز تصميمه حينها وذلك لأنّ معظم الشركات كانت تعمل بجد لتحويل الهواتف إلى صناديق سوداء مغلقة ومزوّدة بالبطّارية الداخلية التي لا يمكننا إزالتها، لقد كان يأمل الجميع بنجاح مساعي LG في تحويل الموقف وإعادة الاعتماد على البطّاريات التي يمكن إزالتها ولكن للأسف لم تنجو الشركة ولم تنجح تلك المحاولة الوحيدة لإنقاذ الموقف.
تساهم الهواتف الذكية في تسخين الكوكب بشكل أسرع من أي جهاز إلكتروني آخر، النتائج السلبية لهذه التجهيزات مثيرة للدهشة حقَاً ومنذ عام 2010 أصبحت بصمتهم المناخية أسو بكثير بسبب ازدياد عدد الهواتف الذكية المستخدمة، ووفقًا للدراسات فإّن كمية الانبعاثات الناتجة عن الهواتف الذكية سوف تنمو بمعدّل 730% في كل عام، وبعد انتباه الجميع لهذه الآثار الكارثية فقد بدأت جميع الهيئات المعنية بالضغط على شركات الهواتف للحد من هذه الأرقام قدر الإمكان لذا قامت بعض الشركات باتخاذ بعض الإجراءات مثل عدم تقديم الشاحن في العلبة الخاصّة بالهاتف إضافًة إلى إعادة استخدام المعادن من الأجهزة المعاد تدويرها، ومع ذلك لا يمكن أن تصل الأثار الإيجابية لهذه الإجراءات مجتمعًة إلى التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه البطاريات القابلة للإزالة.
يعتبر إنتاج وتصنيع الهواتف الذكية مسؤولان عن ما يقرب من 80٪ من انبعاثات الكربون، ويصبح الأثر كارثي فعلًا بحق تضع في الاعتبار صناعة وبيع مئات الملايين الهواتف سنويًا، والجدير بالذكر أنّ المستخدمين يقومون بالترقية إلى هاتف جديد كل عامين أو ثلاثة أعوام ولكن اعتماد المستخدمين على زيادة هذه المدّة عام واحد فقط أي استبدال الهاتف كل 4 أعوام قد يساهم في تقليل الانبعاثات المتعلقة بالهواتف الذكية بنسبة تصل إلى 30%.
أمّا بالنسبة لدور البطّاريات القابلة للإزالة فإنّ معظم المستخدمين اليوم يقومون باستبدال هواتفهم بسبب انخفاض أداء البطّارية ممّا يعني أنّ الهاتف سيعمل مدة أقل وذلك يسبب الضيق للمستخدمين لذا يعملون على استبدال الهواتف بشكل دائم وخاصّة مع انخفاض أسعار الهواتف عالميا و وجود خيارات مميّزة بأسعار منخفضة، ولكن في المقابل في حال كان خيار استبدال البطّارية متاحًا فذلك يعني الاحتفاظ بالبطّارية الخاصّة بالهاتف لفترة أطول ممّا يعني أنّ المستخدمين لن يشعرون بالحاجة القصوى لشراء المزيد من الهواتف والذي قد ينعكس بشكل إيجابي على الحالة البيئية.
لكن هل من الممكن أن تعود البطاريات القابلة للإزالة الآن؟
لسوء الحظ فقد تخلّصت معظم شركات الهواتف الذكية من البطّاريات القابلة للإزالة لأسباب مختلفة، أبرز هذه الأسباب هو عامل الشكل حيث يعد التخلّص من البطّارية القابلة للإزالة سببًا أساسيًا في الحصول على تصميم أنحف وهو المعيار الذي يثير إعجاب معظم المستخدمين في السنوات الاخيرة الماضية، ولكن إضافًة إلى ذلك هناك المزيد من الأسباب التي تجعل من استبدال البطّارية القابلة للإزالة أمرًا أساسيًا يضمن استمرار عمل شركات الهواتف الذكية، عندما لا يمكن للمستخدمين التخلّص من بطّارية الهاتف فذلك يعني بأنّ الفترة التي سيحتفظ بها المستخدم بالهاتف ستكون منخفضة مقارنًة بالحصول على هاتف واحد يمكنه تجديد بطّاريته متى شاء، أي سيوفّر ذلك المزيد من المبيعات لشركات الهواتف الذكية، إضافًة إلى ذلك لدينا الإيرادات المحتملة من إصلاح البطّاريات، ففي النهاية سيعمل صنّاع الهواتف الذكية بجهد للبيع أكثر وتحقيق إيرادات أكبر وليس من مصلحتهم إطلاق هواتف ذكية تدوم طويلًا.
أمّا بالنسبة للحلول الممكنة فيجب على الشركات الكبرى مثل Apple و Samsung اتخاذ تدابير حقيقية تساهم في تغيير الواقع الحالي بدلَا من الحديث الذي لا ينتهي حول الاستدامة، ومن الضروري جدًا العمل بشكل أولي على إطالة عمر المنتجات قدر الإمكان بشتّى الطرق والوسائل الممكنة واستبدال البطّاريات الداخلية بأخرى قابلة للاستبدال نظرًا لفوائدها الكثيرة إمّا من ناحية إطالة عمر المنتج أو سهولة إعادة التدوير، هذه الشركات هي قادة هذا السوق وعليها تحمّل مسؤولية تصميم وإنتاج الهواتف التي تؤثّر سلبًا على الكوكب بأكمله.