6360
أضافت أبل شرائح Apple M1 -التي تعتمد هرمية ARM- ، إلى منتجاتها الجديدة من الحواسيب المحمولة لتغطي بذلك مجموعة الحواسيب Mac ، كما قامت مايكروسوفت بإضافة ARM أيضاً إلى حاسبها الجديد Surface Pro X والذي يعدّ واحداً من أقوى الحواسيب التي قدّمتها مايكروسوفت إلى الآن، حيث أنه جاء بالكثير من الميزات على صعيد الأداء والتعامل مع النظام، إلا أن الأمر لم يخلو من فقدانه لبعض المواصفات التي تحتاج إلى تأمين محاكاة المعالج لتطبيقات 64 بت بشكل أفضل.
ومع تفاوت الميزات عموماً دعونا نتحدّث عن الحاسب Surface Pro X بالتفصيل أكثر للتعريف بخدماته وعيوبه.
تصميم الحاسب وعتاده الماديّ
يتشابه الحاسب Surface Pro X مع سابقه x86 Surface Pro، حيث أنه يأتي بشاشةٍ لمسية يبلغ قياسها 13 إنش، وتعمل بالدقة 2880×1920 بكسل، ولهذه الشاشة الحواف الأصغر مقارنةً بما كانت عليه حواسيب Surface السابقة.
كما تمتلك هذه الشاشة وحدات الإضاءة الكافية للتعامل مع الحاسب براحةٍ تامة في ضوء النهار، وقد تم تصنيع هيكل الحاسب من معدن المغنسيوم، ليرفق مع المسند الخلفيّ المعتاد للشاشة Surface Pro.
يتوفر الحاسب Surface Pro X باللون الفضيّ الفاتح ويحمل الشعار اللامع للعلامة التجارية مايكروسوفت.
كما تحتوي الحافة العلوية لشاشة الحاسب على مستشعرٍ ضوئيّ Windows Hello IR يساهم في التعرّف على الوجه ويقع بجوار كاميرا الويب، كذلك ويمكن اعتبار المستشعر Hello IR الطريقة الأساسية لإلغاء قفل الحاسب، ولهذا فإن النظر إلى الحاسب يعدّ كافياً فعلياً لتجاوز الواجهة الخاصة بالمقاييس الحيوية، ويقترب هذا المستشعر من أداء الكاشف Face ID في الأجهزة اللوحية iPad Pro وهواتف iPhone، إلا أن ارتداء القناع يحول دون كشف المستشعر لتفاصيل الوجه، ومع ذلك فإن الحاسب Surface Pro X لم يجلب لمستخدميه ميزة إلغاء القفل عن طريق بصمة الأصابع، الميزة التي قدّمتها مايكروسوفت لحواسيب Surface Pro التي تعتمد الشرائح إنتل.
ويعمل الحاسب Surface Pro X بشرائح المعالجة Qualcomm Snapdragon 8cx من الجيل الثاني، التي تدعم المودم LTE بدلاً من 5G، وقد تم إرفاق هذه الشرائح بذاكرةٍ عشوائية تبلغ سعتها 16 جيجابايت، و256 جيجابايت من ذاكرة التخزين الدائم، مع الإشارة إلى إمكانية استبدال محرك الأقراص الصلبة NVMe SSD بسواه من الأقراص الخارجية نظراً لكونه قابلاً للإزالة.
ومن ناحية المنافذ، سنجد في إحدى حواف الحاسب منفذين من النوع USB-C، بالإضافة إلى منفذ الشحن Surface Connect، مع العلم بأن هذا الحاسب قد أرفق بشاحنٍ في العلبة يعمل بقوة 65 واط، إلا أن مايكروسوفت لم تمنح الحاسب سرعات الشحن العالية.
ويأتي حاسب مايكروسوفت الجديد بالقدرات الكبيرة لوحدة الكاميرا، حيث تعمل كاميرا الويب الأمامية في الحاسب بدقة 5 ميجا بكسل، مع إمكانية تسجيل الفيديو بدقة 1080 بكسل وإنتاج 30 إطاراً في الثانية، بينما تم تجهيز الكاميرا الخلفية للحاسب بدقة 10 ميجا بكسل لتدعم هذه العدسة تصوير المقاطع بدقة 4K، مع معدّل الإطارات 30 هرتز، وتعتبر هذه الأرقام مقبولةً بعض الشيء لإجراء مكالمات الفيديو، أو التقاط الصور السريعة.
تقدّم الميكروفونات المزدوجة في الحاسب أداءً صوتياً جيداً فعلياً إلا أن افتقار الحاسب للمكبرات الصوتية استيريو التي تدعم الخاصية Dolby Atmos أفقده الكثير من القدرات الصوتية الأفضل.
ولا تأتي علبة الحاسب بأيّ زيادةٍ عن المعتاد بحيث اقتصرت محتوياتها على الحاسب، الشاحن المرفق وبعض أدلة الاستخدام.
كما أننا لن نجد لوحة المفاتيح مرفقةً بعلبة الحاسب، ولهذا سنحتاج إلى شراء لوحةٍ منفصلة أو استخدام الشاشة اللمسية.
لوحة المفاتيح ولوحة التعقّب
تتوافق لوحة المفاتيح المعتادة Microsoft Signature مع الحاسب Surface Pro X كما بقية حواسيب السلسلة Surface Pro ويمكننا بالطبع إزالة هذه اللوحة وتوصيلها مغناطيسياً في الجهة السفلية للجهاز اللوحيّ، نظراً لكونها تؤمن الحماية الكافية لشاشة الحاسب في حال الإغلاق، كما تم تزويدها أيضاً بقلمٍ ذكيّ.
وعلى ما يبدو أن توفر المفاتيح لدى هذه اللوحة بسماكةٍ صغيرةٍ نسبياً يهدف إلى تأمين التجربة الأفضل من عملية الكتابة على الحاسب، إلا أنها لا تصدر صوتاً قوياً عند النقر كما يحصل في بقية اللوحات.
ويجدر بنا التنويه إلى امتلاك هذه اللوحة إلى حيّزٍ مغناطيسيّ لتثبيت القلم الذكيّ وشحنه أيضاً، مع العلم بأنه قلمٌ سريع الاستجابة، يساهم شكله المضغوط في توفير الراحة الأكبر مقارنةً بالقلم الاعتياديّ Surface Pen، كما يتم إخفاء ظاهر القلم بلوحة المفاتيح إلا إذا قمنا بفصل المغناطيس من الحافة السفلية وتسوية لوحة المفاتيح جيداً لنجد بأنه قد توضّع بشكلٍ يوازي سطح اللوحة.
وعادةً ما يتم بيع لوحة المفاتيح Signature Keyboard الموافقة مع القلم بحزمةٍ واحدة تدعى Slim Pen و بسعرٍ يقارب 145 دولار، بينما سيكلف الحصول على لوحة مفاتيحٍ مميزة بالإضافة إلى Slim Pen حوالي 270 دولار.
أما بشأن لوحة التتبّع فتعمل بدقةٍ لمسية عالية، وتوفر كذلك استجابةً جيدة للغاية، ما ينذر بسهولة استخدام الإيماءات، في الحاسب Surface Pro X، إلا أن بعض المستخدمين سيعاني من صغر حجمها، مقارنةً ببقية اللوحات.
أداء الحاسب ونظام التشغيل
يعمل الحاسب Surface Pro X بالنظام Windows 10 المعتمد على معمارية ARM، وذلك باستخدام واجهةٍ تحتوي على نفس الميزات المتوفرة في النظام Windows 10، إلا أنه يمكننا الجزم بزيادةٍ ملحوظة في سرعة المعالجة باستخدام الشرائح المعتمدة على الهيكلية ARM، بالرغم من قوة المعالجة الأقل في الحاسب Surface Pro X مقارنةً بالإصدار x86.
كما سعت مايكروسوفت إلى توافق النظام Windows مع هواتف أندرويد، باستخدام التطبيق Your Phone، الذي يعمل على إجراء عمليات المزامنة على هواتف سامسونج ومايكروسوفت لكلٍّ من النصوص، المكالمات، الصور والإشعارات وذلك بالإضافة إلى مزامنة المستندات الخاصة بالمستخدم وإمكانية الوصول إلى الهاتف من قبل الحاسب.
ومع التحديث القادم للنظام Windows، سيكون بالإمكان فتح ثلاثة تطبيقات أندرويد من الهاتف الخاص باستخدام جهاز ويندوز.
ويمكن القول بأن الهيكلية ARM الجديدة تحتاج حتماً إلى إعادة كتابة البرامج بشكلٍ يتوافق مع طريقة المعالجة الجديدة، وبالتالي فإن تطبيقات x86 لن تعمل حتماً باستخدام الحاسب Surface Pro X، ولهذا قدّمت مايكروسوفت طريقةً سهلة تساعد المستخدمين في تشغيل تطبيقاتهم المفضّلة وذلك بالاعتماد على محاكاة برامج x86 والتي تعمل بالنظام 32 بت، وذلك بهدف تشغيل معظم التطبيقات الأساسية التي تشمل Google Chrome ، Slack وحتى الألعاب المعقّدة من أمثال Portal 2، إلا أن هذه التطبيقات لن تستطيع الوصول إلى الكفاءة الكاملة لشريحة المعالجة، ناهيك عن استهلاك طاقة البطارية من قبل عملية المحاكاة، ولهذا فإن استخدام هذه التطبيقات سيقلّص عمر البطارية من 15 ساعة إلى 6 أو 7 ساعاتٍ لا أكثر، وبالحديث عن البطارية لا بدّ لنا من التطرّق إلى مسألة الشحن التي تتم باستخدام الشاحن السريع 65 واط خلال وقتٍ محدود، إلا أن مايكروسوفت لم تعلن عن الوقت اللازم لشحن الحاسب، وقد عملت مايكروسوفت على إضافة المحاكاة 64 بت، إلى النظام ويندوز 10 الذي يعمل بالتوافق مع الهيكلية ARM Insider.
ويمكننا بالطبع توقّع الأداء المميز من شرائح SQ2 كوالكوم 2020 والتي أثبتت قدراتها كأسرع شريحة ARM يتم توفيرها للشركات المصنّعة لحواسيب ويندوز، ومع ذلك تفوّقت شرائح Apple M1 على النظيرة SQ2، مع أن أداء الأخيرة لم يتراجع على الإطلاق في أيٍّ من الاختبارات حيث أحرزت شرائح ARM وفق المعيار Geekbench 5 حوالي 784 و 3100 نقطة على النطاقات الأحادية والمتعددة لنوى المعالجة، كما أبدت وحدة الرسوميات Adreno 690 أداءً جيداً للغاية عند ممارسة الألعاب، ما يمكّننا من الحصول على 60 إطارٍ في الثانية بسهولةٍ كبيرة عند اختيار ذلك في إعدادات اللعبة.
أخيراً، يمكننا الحكم بأن الحاسب Surface Pro X سريع ومستقر كفاية لأداء المهام اليومية والمعقّدة إلا أنه لم يكن بمستوى الحواسيب x86 في الاستخدامات الاحترافية حيث كان يعمل بشكلٍ بطيءٍ لأداء مهام Photoshop باستخدام الشرائح ARM beta، بينما نلاحظ بأن عمل الكثير من التطبيقات الأخرى يجري على نحوٍ سريعٍ بالفعل وذلك باستخدام 60% فقط من كفاءة المعالج، وتشمل هذه التطبيقات كلٍّ من Google Chrome ،Microsoft Word ، Spotify ، Edge ، Slack و Discord.
الخلاصة
سبق للحواسيب المحمولة وأن مرت بالكثير من التطوّرات الهائلة على صعيد المعالجة، والتصنيع أيضاً، ليكون للحاسب Surface Pro X نصيباً من هذه التطورات مع شرائحه الجديدة التي تعتمد الهيكلية السريعة ARM مع كافة ميزات ويندوز المعروفة، بالإضافة إلى المواصفات الأخرى لأجهزة ARM ، فضلاً عن تأمينه البطارية الجيدة، والتوافق مع هواتف أندرويد، وذلك بسعرٍ لا يتجاوز 1770 دولار للطراز الذي يرفق بلوحة مفاتيح ٍ مميزة وقلمٍ ذكيّ سبق ذكرهما في المقال، أما الطراز الآخر ذي الشريحة SQ1 فيبدأ سعره بالرقم 1140 دولار.
